قلم محمد غنايم
التحوّلات المشاعرية والسلوكية
#منبرالجمعة
★كل دافع إنساني لفعل التقوى هو ذاته دافع إنساني محتمل لفعل الفجور. والعكس صحيح.
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا: ١.فُجُورَهَا وَ٢.تَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ (مَن زَكَّاهَا) وَقَدْ خَابَ (مَن دَسَّاهَا)}.
- كل نفس فيها مادة الدافع. فأنت إما تعلو بمنسوب التقوى فيها أو تسمح بنتوء الفجور ويعلو منسوبه عبر ميدان المعارك الناعمة والخشنة بين النفس والشيطان. ومن خلال إرادتَي التخيير والتسيير.
★مثلاً:
1.دافع حب واحترام وتقدير كبير لشخص هو نفسه دافع محتمل مُفَخّخ وفتنة شيطانية محبوكة لتقديسه ومحاباته والنفاق له. وهذا ما حدث مع قوم نوح عندما أحبوا الصالحين من ذرية آدم فتحوّل الحب إلى قداسة إذ هنا بدأت أول عملية إشراك على وجه الأرض.{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ [عَلَىٰ عِلْمٍ] }.
2.دافع حب أجود العصائر ومنكهاتها وتحضيراتها واستلذاذاتها هو نفسه دافع حب الخمر. لكن الأول حلال وتقوى والثاني حرام وفجور.
هناك دافع إنساني غريزي وفطري واكتسابي لفعل الشّرب اللذيذ ولكن شرعيّة الدافع هي التي تحدد الحلال والتقوى أو الحرام والفجور.
★ وأهمية قولتي هذه:
١.بأن دوافع (حب الأشياء) كالوطن والذكريات والشهادة..إلخ. ودوافع (حب المبادئ) كالشريعة الإسلامية والنظريات والفلسفات والمعتقدات..إلخ. ودوافع (حب الأشخاص) كالأنبياء عليهم السلام والزعماء والعلماء والصالحين..إلخ.
هي دوافع مخلوقة بترتيبات خوارزمية واحدة. وللإنسان تخيير أو تسيير إرادة فعله.
٢. وأن يدرك الإنسان وعي مشاعره وإلا سيقع بعداوة نفسه بنفسه لنفسه.
-والمتخلّفون عن سفينة نوح سيواجهون الطوفان الذي سينتقم من:
١.إشراكهم وتقديسهم لغير شرعة الله من فلسفات ونظريات. أو حب مواجهة الشرعة الصحيحة المتمثلة في الشريعة الإسلامية(الحب الخطأ الحرام للمبادئ).
٢.ومحاباتهم ونفاقهم وخضوعهم وتهويلهم للأشخاص أو حب محاربتهم وتشويههم(الحب الخطأ الحرام للأشخاص).
٣.وتقديسهم واستسلامهم لفتنة السلطة والنفوذ أو عدم حب العزلة والذم بها(الحب الخطأ الحرام للأشياء).
#الأزمات_قيامة_صغرى_لفرز_الناس
© 2022 Developed by HeavenWeb